[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اعتبر مراقبون دوليون في 17 ابريل/نيسان اشرفوا على سير الانتخابات في السودان ان هذه الانتخابات لا تنسجم والمعايير الدولية، وهو الامر الذي اشارت له رئيسة بعثة المراقبين الاوروبيين فيرونيك دي كيسير في مؤتمر صحفي عقدته في العاصمة السودانية الخرطوم.
الا ان المراقبين رجحوا ان يتم الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي.
وصرحت دي كيسير ان الانتخابات السودانية "لا ترقى للمعايير الدولية"، الا انها اضافت ان مشاركة مراقبين في الاشراف على الانتخابات يدل على "رغبة بتحقيق تحول ديموقراطي في السودان".
كما تناولت المسؤولة الاوروبية نسبة مشاركة الناخبين السودانيين التي بلغت 60%، معتبرة اياها نسبة عالية ، الا انها توقفت عند مسالة المخالفات التي شهدته الانتخابات، مشددة على انها كانت في جنوب السودان اكثر منها في شماله، كما اشارت الى عدم تكافؤ الفرص للمرشحين اذ توفرت، من وجهة نظر دي كيسير، لدى عدد من المرشحين فرصاً اكبر من منافسيهم في وسائل الاعلام، علاوة على عدم التساوي بين الاطراف المشاركة في الانتخابات بالموارد المالية المتوفرة لديهم.
اما الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الذي شارك كمراقب على سير الانتخابات السودانية، والذي اتفق مع دي كيسير في تقييم هذه الانتخابات فعبر عن اعتقاده بان الجزء الاكبر من المجتمع الدولي سوف يعترف بنتائج الانتخابات السودانية، الا انه نوه بان الامر يعود الى كل دولة على حدة.
واشارت مؤسسة كارتر التي شاركت في الاشراف على الانتخابات الى "قيود على عدد من الحقوق السياسية، ما ادى الى وجود حالة عدم ثقة لدى الاحزاب السياسية"، معبرة عن اسفها لذلك.
وجاء في بيان صادر عن المؤسسة انها رصدت بعض الانتهاكات التي رافقت عملية الاقتراع، ما دفعها الى التوصل لاستناج يفيد بعدم توافق الانتخابات السودانية مع المعايير الدولية.
الى ذلك عقد زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي مؤتمرأً صحفياً اعلن من خلاله عن رفضه المشاركة في المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات، موجهاً اتهامه للحزب الحاكم بتزوير نتائجها، واضاف ان "الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الامر للقضاء"، مؤكداً ان حزبه المؤتمر الشعبي غير معني بالانتخابات المزمع اعادتها في عدد من الدوائر.
وكشف الترابي عن " ان مسؤولين امنيين كبار جاؤوا لنا وابلغونا ان النظام اعد العدة لتزوير الانتخابات، وذلك بتاجيل بعض صنادديق الاقتراع وانشاء مراكز غير مكتشفة".
من جهته قال مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي حاتم السر في بيان اصدره يوم السبت "ارفض نتائج الانتخابات جملة وتفصيلا ولن اعترف بها". واضاف "اعلن رفضي التام وعدم اعترافي بنتائج انتخابات رئاسة الجمهورية وما يترتب عليها من خطوات لاحقة. ان هذه النتيجة لم تعكس التمثيل الحقيقي لاهل السودان".
هذا ويقول مراقبون ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم يجري اتصالاته بشكل مكثف مع عدد من الاحزاب، بما فيها تلك المعارضة، بهدف تشكيل حكومة تضم معارضين، الامر الذي سيكسب عمر حسن البشير شرعية ومصداقية في مواجهة مذكرة التوقيف التي اصدرت بحقه، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور.
وتاتي هذه التصريحات فيما بدأت عمليات فرز الأصوات في أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ عام 1984، وبعد يوم واحد من اعلان اللجنة القومية للانتخابات في 16 ابريل/نيسان عن تقدم للرئيس الحالي عمر حسن البشير على منافسيه في انتخابات الرئاسة، وذلك وفق معطيات اولية اشارت الى ذلك.