يدفعنا الحديث عن الملائكة ودورهم الخيّر في حياتنا إلى التساؤل عن دور الشياطين في حياة أولادنا وعن تأثيرهم على حياتهم اليومية!!!
مما نعرفه أن الشيطان ملاك ساقط وهو لا يعرف الغيب ولا يستطيع أن يعرف بشكلٍ مجرّد أين يكمن الضعف في الإنسان أو ما هي أهوائه، لكنه مراقب ممتاز يسهر على مراقبة الإنسان ليل نهار بدون توقف محاولاً اكتشاف نقطة الضعف فيه منذ طفولته، فيعمل على تغذيتها وتنميتها لتصبح هوى متملكاً فيه له جذور كبيرة وعميقة يصعب انتزاعها عند الكبر، وكأن الشيطان يعمل على تربية الهوى في الإنسان.
أوضح حديثي بمَثَلٍ: طفل عمره ثلاث سنوات يأخذ مالاً من أهله ويخفيه تحت وسادته، ما تفسير ذلك؟؟ البعض يقول أن الطفل يلعب، ولكن كيف يفسرون أنه يأخذ مالاً بالتحديد؟؟، طبعاً الشيطان يراقب الطفل وبشكل حثيث .يكتشف فيه هذا الضعف فيعمل على تربية الضعف وتغذيته فيه بأن يحثّه على أخذ مال أكثر وتخبئته، حتى عندما يكبر يتملكه أحد الأهواء من حب المال أو الأنانية، وعندها يصبح وقوع هذا الشخص في الخطيئة أمراً سهلاً حتى بدون تدخُّلٍ من الشيطان.
هنا يأتي دور الأهل الهام في ملاحظة تصرفات أبنائهم ومعالجتها بدون السماح للخاطئ منها أن يكبر داخل هذا الطفل فيصبح جزءاً من حياته، كأن يشرحوا لأولادهم ما فائدة المال وكيف نستعمله في حياتنا بعدة أشكال، من شراء الحاجات ومساعدة الفقراء، فنقصد أن نعطي الطفل مالاً يضعه في الكنيسة أو يعطي فقيراً بيده. بهذه الطريقة نقطع الطريق على ما يقوم بها الشيطان من تنمية الأهواء في أولادنا وتغذيتها حجماً وعدداً، فنصل بالنتيجة إلى تربية صحيحة غير فاسدة لأولادنا.
القرب من المسيح يبعد عن أولادنا وعنا أي تأثير شيطاني، فبالإضافة لمراقبة أولادنا علينا أن لا ننسى تعليمهم الحياة مع المسيح كأن يتناولوا الجسد والدم الإلهيين بشكل متواتر، أن يحبوا بيت الله، أن يتعلموا الصلوات وخاصة “أبانا الذي في السموات..” كي يرددوها دوماً…الخ فيعيشوا مع المسيح الذي يربي فيهم الفضائل بدل الأهواء التي يربيها الشيطان فيكبر فيهم التواضع بدل الكبرياء والعطاء بدل الأنانية ومحبة الآخرين بدل حب